في مثل هذا اليوم 19 أفريل من عام 1970 رومي، انتقل إلى فسيح رحمة الله – تعالى – فضيلة العلامة الفهامة النحرير، سماحة المنعم المبرور، سيدي ” محمد الفاضل بن عاشور ” أحد فطاحلة علماء الجامع الأعظم – المعمور – الذين عرفتهم البلاد التونسية في القرن العشرين.
* ولد – رحمة الله تعالى عليه و رضوانه – في 16 أكتوبر 1909
* إلتحق بسلك المدرسين بجامع الزيتونة – المعمور – سنة 1932، ثم ارتقى سلم المدرسين الزيتونيين حتى سمي مدرسا من الطبقة الأولى.
* بعد الإستقلال، أسندت إليه عمادة كلية الشريعة وأصول الدين في جامعة الزيتونة سنة 1961 رومي، واستمر بها إلى حين انتقاله إلى فسيح رحمة الله… كما اشتغل مناصب قضائية، من بينها أنه ترأس المحكمة الشرعية العليا، وتولى منصب مفت للجمهورية التونسية.
* كان فضيلة الشيخ ” محمد الفاضل بن عاشور ” خطيباً مفوّهًا يشد سامعيه إليه شدا ( نقل لي العلامة الشيخ سيدي < قدور الريفي > أنه كان يرتجل الكلام لساعتين و أكثر… كلاما متناسقا هبت عليه رياح البلاغة فنمقته، و وكفت عليه سحائب البراعة فرققته… )
* وقد برز خاصة في أربعينات القرن الماضي في الأنشطة الداعمة للقضية الفلسطينية وفي تنظيم الاحتفالات احتفاء بتأسيس جامعة الدول العربية، وقد جلب له هذا النشاط التقدير والاحترام والتأثير في الوسط الزيتوني وفي الساحة الوطنية… وهو ما هيأه لأن يترأس الإتحاد العام التونسي للشغل عند تأسيسه في 20 جانفي 1946، كما عين في الديوان السياسي للحزب الحر الدستوري الجديد…لكن لم يستمر في هذه المكانة إذ سرعان ما أبعد خوفا من تأثيره الكبير.
* ترأس العلامة الشيخ سيدي ” محمد الفاضل بن عاشور ” جمعية الخلدونية، وأراد أن يرتقي بالتعليم فيها من خلال تأسيس “معهد الحقوق العربي” و”معهد الفلسفة”، وعمل من أجل توجيه الطلبة التونسيين إلى المشرق العربي.
* سافر فضيلته في مهمات علمية إلى خارج أرض الوطن، وألقى محاضرات عديدة في عدد من الجامعات الأجنبية من بينها جامعة < السوربون بباريس > وجامعة إسطنبول في تركيا، وجامعة الهند، وجامعة الكويت… كما زار عدة بلدان من بينها الجزائر ومصر وسوريا ولبنان وإيطاليا وسويسرا وليبيا وألمانيا والنمسا واليونان ويوغسلافيا السابقة وبلغاريا… كما كان من الوجوه البارزة في الدروس < الحسنية > في رمضان المعظم بالمغرب الأقصى.
* من أهم المؤتمرات التي شارك فيها مؤتمر المستشرقين بباريس، كما كان عضوا في المجمع اللغوي بالقاهرة، و عضوا برابطة العالم الإسلامي بمكة المكرمة، وعضوا مراسلا بالمجمع العلمي العربي بدمشق، ومجمع البحوث الإسلامية بمصر، والجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة… ♧
☆ يجدر بنا الإشارة إلى أن فضيلة العالم الزيتوني، شيخي و أستاذي و مجيزي سيدي ” قدور الريفي ” عضو المجلس الإسلامي الأعلى – سابقا – و الإمام الخطيب بجامع < المدينة > ثم بجامع < المختار > جرزونة بنزرت لخمسين سنة، هو التلميذ المقرب لشيخنا العلامة سيدي ” محمد الفاضل بن عاشور ” – رحمه الله تعالى – و هو أول من لقبه بكلمة ” شيخ ” في سؤال وجهه سيدي ” محمد الفاضل ” للطلبة بالجامع الأعظم، و لم يجب عنه إلا شيخنا سيدي ” قدور “.
و قد كان فضيلة الشيخ الهمام، سماحة المقدس المبرور العلامة، سيدي ” محمد الطاهر بن عاشور ” – شيخ الجامع الأعظم المعمور و عميد الكلية الزيتونية – يخص شيخنا سيدي ” قدور ” بمجالس علمية في داره العامرة بالمرسى، لما رأى فيه من فطانة و حدة ذكاء…
و شيخنا سيدي ” قدور ” – حفظه الله تعالى – يروي بالسند المتصل لحضرة الجناب المعظم، سيدنا و مولانا محمد – صلى الله عليه و على آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا – من طريق شيخيه بجامع الزيتونة – المعمور –
* فضيلة العلامة الفهامة، سيدي ” محمد بشير النيفر ” عن والده البحر الهمام، سيدي ” محمد الطيب النيفر ” رحمهما الله تعالى **
* و سماحة العلامة المفتي، سيدي ” محمد الفاضل بن عاشور ” عن والده العلامة النحرير، و الجهبذ الشهير، سيدي ” محمد الطاهر بن عاشور ” رحمهما الله تعالى ☆
♧ صدقت يا رب : < ذرية بعضها من بعض و الله سميع عليم > ♧