السيرة الذاتية للشيخ مصطفى السماوي الزيتوني حفظه الله
ولد الشيخ في 16 جانفي 1927 الموافق ل 13 رجب 1345 بمدينة قفصة.
بدأ تعليمه في المدرسة الإبتدائية الفرنسية العربية بمسقط رأسه، وكان بالتوازي يذهب إلى دروس حفظ القرآن عند شيوخ أفاضل منهم الشيخ محمد الصالح كامرجي ويسمونه محمد الصالح “جدي ” لأنهم يعتبرونه كجد لسكان المدينة لصلاحه وحرصه على تحفيظ القرآن. وأخذ كذلك عن الشيخ الهادي إبن المفتي وكان حريصا على التلاوة وفق قراءة نافع و تعلم أيضا الشيخ الطاهر إبن فاخت سليل الشيخ أحمد إبن فاخت من أهل الصوفية.
ثم إلتحق الشيخ السماوي بالفرع الزيتوني بقفصة في أواخر سنة 1939 وبعد نجاحه في السنوات الثلاث سافر إلى تونس وواصل تعليمه الزيتوني إلى سنة 1949 سنة تخرجه.
من مشائخه في الفرع الزيتوني بقفصة :
الشيخ الطيب قلنزة : كان عالما في التاريخ والجغرافيا ويداوي الناس مجانا بما فتح له من علم في الطب على طريقة بن سينا وكان من العاملين على مقاومة الإستعمار.
الشيخ المشري إبن اللطيّف الآجري المتخصص في تدريس الفقه المالكي.
الشيخ محمد العبيدي الذي برز في النحو واللغة وكان رحمة الله عليه ضريرا.
القاضي إبراهيم الآجوري (أو الآجري) المختص بالنحو والصرف وتدريس الفقه وفق المذهبين المالكي والحنفي.
ومن مشائخه في تونس العاصمة :
الشيخ محمد العنّابي في الفقه
الشيخ محمد الأخوة في الفقه
الشيخ محمد مصطفى المؤدب وكان عالما بارزا في اللغة يتقن طريقة التدريس وطريقة تبليغ علوم اللغة إلى العقول.
الشيخ محمد الكلبوسي وهو من علماء الفقه ويحدثك بما فتح الله عليه من علم وبما ألقى فيه قلبه من الفهم ما يجعل الطالب يفهم الفقه ظاهره وباطنه وهو شيخ صالح من أهل الله الطيبين.
الشيخ المحدث محمد الزغواني قطب في علم الحديث كانت حلقاته يأتيها الكثير من الطلاب والمشايخ وكان يحدث بما رواه البخاري وغيره من الصحاح دون كتاب وكان حافظا لحديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وغيره من الصحاح وكان يشرحها للطلبة ويرويها من حفظه.
كان رحمه الله يحفظ الحديث كما يحفظ القرآن ولقد كان له لقاء مع الشيخ الكتاني المحدث المغربي الكبير الذي زار الزيتونة وحضر في هذا اللقاء الشيخ محمد الطاهر بن عاشور وكل مشايخ الزيتونة وطلابهم. وفي هذا المجلس روى حديث إنما الأعمال بالنيات بسنده الخاص المتصل برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
وواصل الشيخ السماوي ملازمته للشيخ الزغواني في بيته وأخذ عنه الحديث في فراشه إلى آخر حياته.
الشيخ محمد الشاذلي النيفر المعروف بعمق بحثه في الفقه وحرصه على خدمة الشريعة الإسلامية.
الشيخ البشير النيفر علامة زمانه في الفقه المالكي.
ومن أساتذته في علوم الرياضيات محمد السويسي وقد عرب ما كان مكتوبا بالفرنسية إلى العربية في هذا المجال وكان يدرس في المدرسة الخلدونية التابعة للزيتونة.
وأخذ عن الأستاذ قوشة علم الطبيعة والكيمياء.
الشاعر الكبير “القصاب” والعالم بأسرار اللغة العربية.
الأستاذ الأحمد مختار الوزير خريج الزيتونة والأزهر وأحد طلبة طه حسين.
الشيخ محمد اللقاني بن السايح أخذ عنه علم أصول الفقه وهو عالم متبحر في هذا الفن.
الشيخ محمد الفاضل بن عاشور والذي حضر الشيخ مصطفى السماوي حفظه الله جل محاظراته التي ألقاها في معهد الخلدونية التابع لجامع الزيتونة.
شيوخه الذي أخذ عنهم علم التصوف :
أخذ الشيخ مصطفى رموز علم التصوف على الشيخ الحسين المفتي و أخذ قواعد علم التصوف عن الشيخ العارف بالله محمد المدني الذي أجازه بالطريقة المدنية و إن كان الشيخ لا يتقيد و لا ينتسب إلى طريقة معينة.
أما أسرار تطهير الباطن فلقد أخذهاوتلقاها عن جده لأمه الشيخ العارف بالله محمد السهيلي الآجري وهو من نسل سيدنا عبد الله بن مسعود رضي الله عنه وأرضاه.
دراسته للحقوق وإشتغاله كقاضي ثم محام :
وبتأثير من أهله إلتحق بكلية الحقوق سنة 1949 وتخرج منها سنة 1952 كما تخرج بالتوازي من المدرسة الوطنية للإدارة وكانت تابعة لفرنسا وتحصل على شهادتها العليا.
وفي خاتمة سنة 1952 شارك في مناظرة ونجح فيها فباشر خطة مساعد بوكيل الدولة بالمحكمة الإبتدائية (بسوسة) سنة 1953 وفي سنة 1955 تم تعينه حاكما للتحقيق ثم في سنة 1956 تمت نقلته إلى المحكمة الإبتدائية بمدينة صفاقس حيث عوّض حاكمين للتحقيق.
وبعد ثلاث سنوات وثلاثة أشهر وثلاثة عشرة يوما أرجع إلى المحكمة الإبتدائية بسوسة كحاكم تحقيق أول. وفي سنة 1961 تمّت نقلته إلى المحكمة الإبتدائية بتونس كرئيس لمحكمة الناحية الشمالية ثم في سنة 1963 تمت تسميته كمستشار بمحكمة الإستئناف بتونس حيث تقلد وظيفة مساعد للمدعي العمومي بتلك المحكمة.
وفي السنة القضائية 1965 /1964 ألقى محاضرة في إفتتاح السنة القضائية أمام رئيس الدولة ووزرائه والقضاة وكانت مستمدة من مبادئ الدين الإسلامي وتتمحور حول موضوع الأخلاق وعزة الأمة وهي مطبوعة بمطبعة الرائد الرسمي وتمت ترجمتها إلى الفرنسية والإنقليزية وفي سنة 1965 تمت تسميته كعميد لقضاة التحقيق بالمحكمة الإبتدائية بتونس.
وقد تحدث الشيخ على حالة القضاء و تأثير السلطة التنفيذية عليه في كتابه ” القضاء أمانة ” الذي طبع في دار كنوز المعرفة بالمملكة العربية السعودية.
إستقال الشيخ من القضاء في أكتوبر 1968 وبين أسباب هذه الإستقالة في كتابه ” القضاء أمانة ” وإلتحق بسلك المحاماة حيث واصل عمله إلى غاية شهر أكتوبر 2013.
من مصنفات الشيخ :
- كتاب المصباح في تفسير القرآن ( الجزء الأول ) غير مطبوع
- كتاب البيان لمقام القرآن من سور القرآن – غير مطبوع
- القضاء أمانة – مطبوع
- خواطر في عزلتي – غير مطبوع
- ميزان الأمة علم وعزيمة شريعة وفضيلة ( غير المطبوع)
الخطابة و التدريس :
تولى الشيخ حفظه الله خطابة الجمعة بجامع الياسمين في ولاية بأريانة (أحواز تونس) لمدة تقارب العشرون عاما ثم تخلى عن ذلك لأسباب صحية ولازالت دروسه مستمرة في هذا الجامع وهو من المؤسسين لمدرسة زيد بن ثابت لحفظ القرآن ورئيس جمعيتها ولا يزال مشرفا عليها ويلقي فيها دروسا في الفقه والتفسير ويدرس كذلك الحديث النبوي الشريف في جامع الياسمين.
هذه لمحة عن السيرة الذاتية للشيخ مصطفى السماوي حفظه الله و نسأل الله التوفيق.
