من بلد رأس الجبل العلامة الأفضل الفهّامة الأنبل مفتي تونس ونواحيها وغيث واديها شيخ الشيوخ وعمدة أهل التحقيق والرسوخ المتكلم الجامع للمعقول والمنقول المحرر للفروع والأصول، كان في التحقيق غاية وفي حل المشكلات نهاية محط رحال الفضلاء ومقصد النبلاء أفرغ جهده في العلم والتعليم مع ذوق سديم فشاع بذلك فضله وذاع. دخل الجامع الأعظم سنة 1259هـ وقرأ على أئمة أعلام حتى انتظم في سلك الفضلاء أي انتظام من مشايخه الذين قرأ عليهم وجثا زماناً طويلاً على ركبتيه بين أيديهم محمَّد بن الخوجة ومحمد معاوية وإبراهيم الرياحي ومحمد الخضار ومحمد بن سلامة ومحمد البنا ومحمد بن ملوكة ومحمد الشاهد ومحمود قبادو وأحمد بن الطاهر محشي التاودي على التحفة وأجازه الشيخ محمَّد الشريف بما في ثبته والشيخ محمَّد الشاذلي بن صالح بما في فهرسته درس العلوم وختم الكتب العالية كصحيح مسلم بشرح النووي وشرح الشيخ عبد الباقي الزرقاني على المختصر والمواقف وأفاد وأجاد عمر فألحق الأحفاد بالأجداد وحضر دروسه مَن لا يعد كثرة وتخرج عليه طبقات فيهم فحول منهم حسين بن أحمد ومحمد النجار ومحمد القصار وعمار بن سعيدان وأحمد بن مراد والمكي بن عزوز وعلي الشنوفي وحمودة تاج وإسماعيل الصفا يحيى ومحمد بن يوسف وصالح الشريف وإبراهيم المارغني ومحمود بن محمود وغيرهم من هذا النمط وحسن سليم وأجازه بما في فهرسته الحافلة قرأت عليه الجوهرة بشرح البيجوري والماكودي على الخلاصة وشرح الشيخ عبد الباقي على المختصر من أثناء البيوع إلى الوديعة وصحيح مسلم بشرح النووي من باب الجمعة إلى كتاب الحج وأجازني بما حواه ثبت الشيخ محمَّد الشريف المذكور كانت له محبة في الطلبة وبالخصوص تلامذته يذب عنهم ويقضي حوائجهم ولما عجز عن التدريس زهد في جرايته وأوقف أوقافاً خيرية عليهم له رسائل في مسائل من العلوم مفيدة تولى الوظائف النبيهة منها النظارة العلمية وقضاء باردو والفتيا. توفي عليها سنة 1329 هـ[1910م] مولده في حدود سنة 1237 هـ ترجم له ولوالده شيخنا الشيخ محمَّد النجار في مؤلف خاص.