فاق في عصره على الأقران وساد الأعيان فلا يدانيه دان واحد الدهر في معرفة العلوم وحسن التقرير سيما الفقه فإنه حامل لوائه وبمسائله خبير كان فصيح العبارة مليح الهيئة والشارة نشأ بالعلا من عمل جلاص من بيت معروف بالوظائف النبيهة المخزنية. تولى تربيته وتهذيبه شقيقه صالح وحفظ القرآن العظيم ثم توجه للقيروان وقرأ على أئمة منهم مفتيها العالم العامل الشيخ محمَّد بوهاها وقاضيها العادل العلامة الشيخ صالح الجودي المتوفى سنة 1295هـ وتفقه بها ثم رحل لتونس لاستكمال العلوم العقلية فقرأ على أعلام منهم الشيخ محمَّد بن ملوكة والشيخ علي العفيف والشيخ عمر ابن الشيخ حضر عليه درس المواقف وتوجه للحج مع جماعة من أعيان الفضلاء منهم صديقه الملاطف الوزير الشهير الشيخ محمَّد العربي زروق الشريف واجتمع بمصر بأستاذ الأساتذة الشيخ محمَّد عليش ووقعت بينهما محاورة في مسائل من العلم وشهد له هذا الأستاذ بالفضل وحصل على رتبة التدريس بجامع الزيتونة وتصدى لإقراء العلوم وأفاد وأجاد وانتفع به جلة منهم الشيخ حمودة تاج والشيخ علي الشنوفي والشيخ المكي بن عزوز والشيخ صالح الشريف والشيخ حميدة النيفر والشيخ المفتي إبراهيم المارغني والشيخ حسن الخيري مفتي المنستير المتوفى بمكة سنة 1334هـ. له تآليف منها اختصار شرح ابن ناجي على المدونة اختصاراً بارعاً ودعي لقضاء القيروان وامتنع. توفي سنة 1304هـ[1886م]، ودفن بتربة آل بيت زروق المذكور، وكانت جنازته مشهودة حضرتها والخاصة والجمهور.