بالتصغير أصله من إحدى قرى الساحل. العلامة الواسع الاطلاع الفقيه المتفنن الطويل الباع. كان معروفاً بالطهارة والعفاف ولم تعرف له صبوة. قدم تونس وأخذ عن أعلامها كالشيخ محمَّد الطاهر بن مسعود والشيخ حسن الشريف والشيخ إبراهيم الرياحي وفي مدة قليلة امتلأ الوطاب وبرز على الأتراب وكانت همته مصروفة للفقه ودواوينه فألّف فيه وجمع منه فروعاً متفرقة غريبة في أسفار ضخمة أودع فيها ما شاء الله أن يودع من نوادر الفروع وغرائبها مخرجة من الكتب المعتمدة ومن أشهر مؤلفاته حواشيه على شرح التاودي على التحفة في جزأين أكثر فيها من النقل ولم يعتنِ فيها بعبارات الشارح وله كناش في جزء به فروع من نوادر الفقه سلك فيها مسلك ذوي الاطلاع والتحقيق وله شرح على السمرقندية ورسائل كثيرة استمد ذلك من مكتبة الشيخ أحمد الغرياني التي جمعت من نفائس الكتب ما يعز أن تجمعة مكتبة أخرى، وكان في أول أمره يشتغل بالتوثيق واشتهر فيه بالحذق بين رجاله مع الضلاعة بعلم الأحكام فدخل في عداد المترشحين لمناصبها الشرعية وولي قضاء المحلة سنة 1254 هـ ثم صرف عن القضاء والشهادة ولزم بيته واختص به في هاته المدة شيخنا عمر ابن الشيخ فأخذ عنه فنوناً مختلفة وأخذ عنه أيضًا شيخنا سالم بو حاجب ولم يزل ذا قلب شاكر ولسان ذاكر حتى انتقل لرحمة الله تعالى في ذي الحجة سنة 1273 هـ[1856 م].