مفتيها وإمامها بالجامع
الأعظم تقدم ذكر البعض من سلفه الذين هم عقد سؤدد انتسقت جواهره انتساقاً،
بدوره لا تخشى كسوفاً ولا محاقاً، ونبغ من بينهم هذا الإمام أحد شيوخ الإسلام
وقدوة الخاص والعام فارس المنبر والمحراب الجامع بين شرفي النسب
والاكتساب، نشأ في بيت شرفه ناسجاً على منوال سلفه فأخذ عن أبيه بسنده لجده
الأكبر والشيخ الشحمي والشيخ الغرياني والشيخ عبد الله السوسي والشيخ قاسم
المحجوب وجماعة، وعنه الشيخ إبراهيم الرياحي والشيخ البحري والشيخ ابن ملوكة
والشيخ الخضار والشيخ العذار والشيخ محمد السقاط والشيخ حسن الخيري وغيرهم
واستكتبه أبو محمد حمودة باشا وقربه نجياً ثم نبذ الخطة ظهرياً وتركها نسياً منسياً
لأمر اقتضاه الحال ورجع للخطة العلمية وانتفع به خلق، وتولى الإمامة بجامع
الزيتونة فاهتز المنبر به سروراً وامتلأ نوراً وخطب من إنشائه البديع بما يزري بالبديع وقرع بالوعظ المسامع بما أجرى المدامع، له تآليف منها حاشية على ميارة على لامية الزقاق وحاشية على القطر وعلى شواهد المغني وله معين المفتي وفتاوى وديوان خطب بارع وتولى الفتيا سنة 1230 هـ بعد تمنع وتوفي وهو يتولاها في طاعون سنة 1234 هـ[1818 م] وحضر الأمير وتبرك يحمل نعشه ونزل إلى لحده في القبر وانطلقت ألسن الشعراء بمراثيه ونشر ما أودع الله فيه. وتولى الفتيا مكانه الشيخ إسماعيل التميمي والإمامة أخوه الشيخ محمد.