قاضيها وإمامها وخطيبها بجامع الزيتونة الإِمام الذي بعد العهد بوجود مثله علماً وديانة وعدالة وصلاحاً وجلالة الفقيه العالم الذي لا تأخذه في الله لومة لائم، أخذ عن الشيخ محمَّد الصفار القيرواني واختص بعالم عصره وفريد مصره الشيخ محمَّد زيتونة فلازمه وقرأ عليه معقول العلوم ومنقولها حتى عد من فحول العلماء والشيوخ الفضلاء ولما أراد أستاذه الشيخ زيتونة السفر للحج سنة 1124 هـ أنابه في التدريس بالمدرسة المرادية ولما توفي قام مقامه بها فهو ثالث شيوخها إذ إن مراد باشا لما أتم بناءها قدم إليها الشيخ محمَّد الغماد ثم تقدم إليها الشيخ زيتونة ثم صاحب الترجمة ولما توفي أبو الغيث البكري وخلف ولدين صغيرين قدّمه الباشا خطيباً بجامع الزيتونة وخطب على منبره من إنشائه إلى أن صلح للإمامة عثمان البكري فارتجع الخطبة منه باستحقاق الوراثة أخذ عن صاحب الترجمة أئمة منهم الشيخ صالح الكواش. توفي سنة 1161 هـ[1748 م].