عالمها وإمامها وخطيبها بجامعها الأعظم كان من رجال العلم والدين الحامل رايته باليمين خاتمة العلماء العاملين وأمه ابنة أبي الغيث القشاش ومن بيتها انجر غالب أوقاف البكريين مع دنيا عريضة. أخذ عن والده وانتفع به وأقام منار العلم على منواله وظهرت عليه مكاشفات وأسرار لم تكن لأمثاله. جلس لإقراء البخاري دراية بجامع الزيتونة وعمره سبعة عشر عاماً وحضر درسه جميع علماء عصره منهم محمد الحجيج ولم يكن بالديار التونسية من حين احتلتها العساكر التركية من تعاطي الدراية غيره، ووالده كان له مجلس من أجلّ المجالس في رجب وشعبان ورمضان إلى يوم الختم وهو السادس والعشرون منه، ولما توفي تغيرت تلك القواعد وصارت رواية لا غير تبركاً، وكان خليفته في الإمامة والخطابة شيخ القراء وعمدة المدرسين أبو الفضل العامري ثم أخوه شيخ القراء حسن العامري، توفي صاحب الترجمة سنة 1072هـ[1661م].