أبو الحسن علي بن زياد التونسي: الثقة الحافظ الأمين المرجوع إليه في الفتوى الجامع بين العلم والورع لم يكن في عصره بإفريقية مثله، سمع جماعة منهم الليث والثوري ومالك وعنه روى الموطأ وكتباً وهي: بيوع ونكاح وطلاق، وهو أول من أدخل الموطأ المغرب، ومنه سمع البهلول بن راشد وأسد بن الفرات وسحنون وجماعة. مات سنة 183هـ[779 م] وقبره بتونس قرب سوق الترك متبرك به والدعاء عنده مستجاب. له فضائل جمة.
قال الشيخ محمد الشاذلي النيفر – -: “كان علي بن زياد في الحقيقة مؤسس المدرسة التونسية بأجلى مظاهرها التي لا تزال إلى اليوم، ممتدة الفروع ثابتة الأصول، وإن كان ابن أبي عمران قد سبقه إلى ذلك، لكنه عند تحقيق النظر نرى أن ابن زياد، وإن أخذ عن الرجل الأول في تونس – يعني به: خالد بن أبي عمران – فهو قد تحول بمدرسته إلى مدرسة أخرى حيث ركز مذهب مالك في هذه الديار، فهناك رجلان قد أثرا على الأفكار تأثيرا لم يكن لأحد غيرهما: أحدهما أندلسي، والآخر تونسي.