حكم تعطيل صلاة الجمعة في مسجد من المساجد
ورد على الفقير هذا السؤال – و هو من المعلوم من الدين بالضرورة:
ما حكم تعطيل صلاة الجمعة في مسجد من المساجد عامة و خاصة ما يحصل اليوم في جامع سيدي اللخمي؟
أجبت :
الحمد لله و الصلاة و السلام على سيدنا رسول الله صلىالله عليه و أله و صحبه و سلم
يقول الباري سبحانه و تعالى عن صلاة الجمعة بصراحة ووضوح: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِي لِلصَّ لَا ةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا
إِلَى ذِكْرِ اللَّه وَِذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ ]الجمعة: 9[ ومن عظمتها عنده سبحانه أطلق عليها و اختصها بقوله
سبحانه )ذكر الله(. مقتضى الأمر الوجوب، ولا يجب السعي إلا إلى واجب، ونهي عن البيع، لئلا يشتغل به عنها، فلو لم تكن
واجبة لما نهي عن البيع من أجلها،
و يقول صلى الله عليه و أله و سلم: الجمعة حق واجب على كل مسلم إلا أربعة: عبد مملوك، أو امراة، أو صبي، أو مريض
.وهذا دليل صريح واضح على وجوبها و من يستثنى منها
و قد انعقد الاجماع على وجوبها و اقامتها و عدم التأخر عنها أو تعطيلها
و قد تضافرت الأدلة المحذرة من تركها و تعطيلها يقول سبحانه : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَ لَا أَوْ لَا دُكُمْ عَن ذِكْرِ اللَّهِ
10- وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَ أُوْلَ ئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ وَ أَنفِقُوا مِن مَّا رَزَقْنَاكُم ]المنافقون: 9
و يقول صلى الله عليه و أله و سلم :لينتهن أقوام عن ودعهم الجُمعُات، أو ليختمن الله على قلوبهم، ثم لتكونن من الغافلين”.
هذا في وجوبها و في التشديد على تاركها و اني لم أقف حتى على نص متشابه يسوِّغ تركها وتعطيل حكمها,و إنما من قاموا
بتعطيلها في جامع سيدي اللخمي بمدينة صفاقس و ان لم يدروا فقد عطلوا نصاً قرآنياً صريحاً بوجوب إقامتها، لا يمكن تأويله
أو صرفه عن دلالته، ولا ناسخ له، ولا يوجد نص في القرآن كله عن أي صلاة أخرى يوازيه في صراحته وقوة دلالته.
واتبعوا في تعطيله شبهات، مثل قرار الوزير و أن الحكومة تتحمل الوزر و الاثم في رقبة الوزير – الدولة و الحكومة رفع
عنها الاثم بتعيين امام تتوفر فيه شروط الامامة – و انما كل ما ورد لتعطيلها هي شبه لا يمكن الاستدلال بها وهي شبه لبس
بها على الناس.
و قد انعقد الاجماع على فسوق من يقوم و يدعوا لتعطيل واجب من الواجبات
و اني أدعوا القوم للتعقل و أنهم واقفون أمام باب يكادون الولوج فيه عبر عنه بصريح القرأن في قوله سبحانه
: وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّه أَِنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا }البقرة: 114 { والسعي في الخراب لا يقتصر على
التخريب المادي ، وإنما يشمل كل أنواع التعطيل المؤدي في النهاية إلى تعطيل العبادة فيها
هذا و الله أعلم
و أدعوا القوم كافة الى اللجوء الى الوسائل القانونية للاعتراض لا الهروب من المباح الى الحرام للتعبير عن الرأي و أن
أحكام الله و دين الله ليس بمطية فتمتطى
و الحذر الحذر من التلاعب بالدين و تعطيل أحكام واجبة شرعا لتقديم مصلحة دنيوية
الشيخ حسن بن جمال السوسي الزيتوني المالكي