• إتصل بنا 96026659
  • البريد الإلكتروني contact@almadrasa-alzaytuniya.com

 المعروف بالقشاش التونسي الأستاذ الرحلة العالم الكبير القدر الشهير الذكر الكثير الكرامات الظاهرة وآيات الله الباهرة ساح في ابتداء حاله وتطور في أحواله وأخذ عن علماء عصره العلوم المتداولة حتى مهر في علم التفسير والحديث والأصول وأحاط بها وكان في رجب وشعبان ورمضان يعقد مجلساً لقراءة التفسير والبخاري، وكان يميل إلى تحصيل نسخ متعددة من البخاري وجمع من نظائر الكتب ما لا يعد كثرة، ومن جملة ما وجد بخزائن كتبه نحو ألف نسخة من البخاري وقس على ذلك الباقي ومآثره الحسنة وأحواله العجيبة مما لا يحيط به وصف واصف ولا مدح مادح واتفقت الكلمة على علو شأنه وسمو قدره وفيه يقول شيخ الإسلام يحيى بن زكرياء حين ورد أحد خلفائه إلى الروم وطلب منه تقريظ إجازة أجازه بها الشيخ قدس الله سره:

 

أبوالغيث غيث المستغيثين كلهم … بهمته نال الورى فك أسرهم

فهمته العلياء غيث به ارتوى … رياض أمان اللائذين بأسرهم

 

أخذ عنه من لا يعد كثرة منهم تاج العارفين البكري وصاهره في ابنته والشيخ الصالح الشهير الذكر والكرامات عامر المزوغي الذي زاويته بالقرب من بلد الساحلين من عمل سوسة توفي المترجم بتونس سنة 1031 هـ[1621م]، وعمره ما جاوز الخمسين. وذكر بعض الفضلاء أن قبره بالحجامين في حمام يعرف بسيدي أبي الغيث أثنى عليه كثيراً في خلاصة الأثر وقال في ترجمة أبي عبد الله محمد الطرابلسي الحنفي من تأليفه جمع مناقب أبي الغيث المذكور.